حقوق وحريات ومجتمع مدني

الفساد يحول فوزي إلى غياهب السجن من مجني عليه إلى جانٍ

يمنات خاص

 

فوزي هلال عبد التواب يقبع في السجن المركزي بمحافظة لحج منذ عام ونصف على ذمة قضية تحول فيها من مجني عليه إلى جان,نتيجة الزواج الكاثوليكي بين الفساد في الأجهزة الأمنية والقضائية وأصحاب النفوذ من ناهبي الأراضي والمتاجرين بها.

 

مأساة فوزي بدأت عندما كان يظن أنه بشراء قطعة أرض في منطقة الرباط بمحافظة لحج,سيتخلص من ذل الإيجار(وهنجمة) المؤجرين نهاية كل شهر,لكن الأمور سارت في غير ما كان يتوقع فوزي,فقد ساقه القدر إلى خلف القضبان,ليس بسبب جرم ارتكبه,وإنما ليضاف إلى قائمة الضحايا في بلد يأكل فيه القوي ما جمعه الضعيف بجهده وعرقه خلال سنوات.

 

اشترى فوزي قطعة أرض في منطقة الرباط وقام بتسويرها على أمل أن يبني فيها منزلاً يؤويه وأسرته,وينقل إليها الورشة التي يملكها في عدن..بدأ فوزي بنقل الورشة,والشروع في وضع اللبنات الأولى للمنزل الذي حلم به طويلاً..وهنا بدأت مأساة فوزي,حيث تعرض سور الأرضية للهدم وكذا تهديم ما به بناء,وتعرض هو لمحاولة شروع في القتل,أصيب فيها بطلقة نارية في إحدى رجليه,ووصلت قضيته إلى النيابة..ليكتشف هناك أن من يقف خلف الاعتداء هو من باعه الأرضية ويدعى(ي.ف.ع),والذي طلب من فوزي أن يعيد إليه الأرضية..

 

رفض فوزي الطلب بحكم انه قد خسر الكثير في التسوير والبناء, فضلاً عن كون الأرضية صارت مقر عمله الذي يعيش عليه ويعيل منه أسرته,وكان أمله أن تضبط الجهات القضائية والأمنية المعتدين ويعوض عن كل ما لحق به من أضرار…

 

البائع ظل مصرا على استعادة الأرضية,وكثيراً ما تعرض فوزي للتهديد,وتعرضت الأرضية لاعتداءات متكررة, ألحقت بها أضراراً أخرى فوق الأضرار السابقة,ومثلها فوزي لم يسلم من الأذى…

 

تقول أسرة فوزي أن جنوداً من الأمن شاركوا المعتدي في بعض الاعتداءات,ما جعل والدهم يغير مقر سكنه خوفا من أي اعتداء قد يطاله, وترك في الأرضية حارسا وابنه الذي لا يتجاوز عمره(15)عاماً..

 

وفي منتصف ليلة ال”12/12/2010م”اعتدت عصابة مسلحة على الأرضية,تقول أسرة”فوزي”إن البائع كان يقف خلفها ويقودها احد أعوانه المعروفين بممارسة مثل هذه الاعتداءات”..

 

استولت العصابة على الأرضية بقوة السلاح وهدم ما تبقى من السور والبناء الذي كان يأوي فيه الحارس وأبن فوزي..كما تعرضت مقتنيات الورشة وأجهزتها للنهب..وتمكن ابن فوزي من الإفلات من العصابة ونجا بنفسه..

 

هدم السور والبناء الكائن داخله ونهب محتويات الورشة,تم تحت إطلاق النار الكثيف,وأثناء إطلاق النار قتل سائق قاطرة كانت متوقفة امام الأرضية…

 

يقول محامي فوزي: الشرطة والنيابة اعتمدت على شهود في القضية من أفراد العصابة المعتدين وكما هو مدون في محاضر جمع الاستدلالات اعترف احدهم بأنه حضر مع البائع لغرض هدم السور وإخراج أدوات الورشة في نفس الليلة التي حصل فيها إطلاق النار ومقتل سائق القاطرة..ورغم عدم تواجد فوزي في الورشة,إلا أنه تم إلقاء القبض عليه وإيداعه السجن,فيما لا يزال المعتدون طلقاء..

 

وفيما ملف القضية لا يزال في النيابة ولم يحل إلى المحكمة وفوزي خلف القضبان..لم يسمح له أيضا بإحضار ما لديه من الأدلة التي تؤكد براءته من القتل,وأنه مجني عليه ولم يكن حاضراً أثناء إطلاق النار..

زر الذهاب إلى الأعلى