تحليلات

ساحة التغيير . . صمود مكلف

 

 

 

 

تقاوم ساحة التغيير وغيرها من ساحات الاعتصام الممتدة على خريطة 18 محافظة، ضغوطاً متزايدة يمارسها العديد من الأطراف التي كانت جزءاً من المكونات الثورية، لرفع مخيمات الاعتصام وإخلاء الساحات، مقابل تعهدات مؤجلة بتوسيع تمثيل الشباب في التشكيلة الحكومية وتعويض منصف لضحايا اعتداءات القوات الحكومية الموالية لهرم النظام السابق، وتحقيق مطالب الثوار الشباب في العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص .


وأكد رئيس ائتلاف “يمن جديد” إبراهيم أحمد علي المتوكل في تصريح ل”الخليج”، أن ثمة ضغوطاً متصاعدة يمارسها العديد من الأطراف التي كانت تمثل جزءاً من مكونات الثورة الشبابية والشعبية قبيل انخراطها في العملية السياسية القائمة، بهدف حث المكونات الثورية التي لاتزال مستمرة في الاعتصام داخل الساحات على إخلاء الأخيرة ورفع المخيمات مقابل الانخراط في العملية السياسية القائمة، عبر تشكيل حزب سياسي جديد ممثل للشباب . واعتبر أن رفض الائتلافات الشبابية التجاوب الإيجابي مع مساعي حكومة الوفاق الوطني للحوار لا ينطلق من مواقف متشددة ترفض الحوار كمبدأ، ولكن لإصرار الحكومة على اعتبار هذا الحوار وسيلة لتنفيذ تعهداتها الملزمة لها بموجب المبادرة الخليجية برفع مخيمات الاعتصام وإخلاء الساحات، وليس للوقوف على مطالب الشباب ورؤيتهم إزاء تعديل مسار التسوية السياسية القائمة وبما يحقق على الأقل الأهداف الرئيسة التي قامت من أجلها الثورة الشبابية والشعبية . وقال: “كيف نفض الاعتصامات والرئيس المخلوع على عبدالله صالح لايزال يمارس النشاط السياسي كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام ويجلس في بيته وهو محصن بضمانات قانونية من الملاحقة والمساءلة، ولايزال نجله الأكبر وأبناء أشقائه يقودون أبرز الوحدات العسكرية والأمنية، نحن لا نعتبر ما تحقق تسوية سياسية بل التفافاً غير مقبول على أهداف ثورة ضحى مئات الشباب اليمني بأرواحهم من أجل تحقيقها” .


وعلى مقربة من البوابة الخلفية لمبنى سوبر ماركت “سيتي مارت” المطل على وسط ساحة التغيير توقف حسان عبدالجليل المقطري، الناشط البارز في ائتلاف “يمن حر وديمقراطي” لدقائق بانتظار ثلاثة من رفاقه في المخيم الذي يتوسط شارع “الرباط” الذي تحول ومنذ أكثر من عام إلى جزء من امتداد ساحة التغيير قبيل أن يتقدم أربعتهم باتجاه مدخل المعرض الحافل بمختلف أنواع المواد التموينية والمنزلية ومتعدد الأقسام لبدء جولة استطلاعية باتت جزءاً من روتين شبه يومي يستهدف مجرد كسر الملل والتحرر من رتابة الاستلقاء في الخيم القماشية الحارة حيث توقفت منصة الساحة ومسرحها المفتوح عن تقديم وجباتها الصباحية والمسائية من الترويح والتسلية والأمسيات الطافحة بعبق الأجواء الثورية الصادحة . ورأى المقطري في تصريح ل”الخليج”، أن تراجع مشهد الزخم الثوري في ساحة التغيير بسبب تسليم العديد من المكونات الثورية بعدم جدوى مواصلة الصمود في مخيمات الاعتصام بعد فرض التسوية السياسية في البلاد بموجب المبادرة الخليجية .




المصدر : الخليج – عادل الصلوي

زر الذهاب إلى الأعلى