عربية ودولية

المصريون في الخارج يشكون إهمال مرشحي الرئاسة

 

أمير سعد

بي بي سي – القاهرة

شعرت المصرية المقيمة في دولة الإمارات نجلاء دويدار بالسعادة الغامرة عندما علمت أنه سيكون لها الحق في الإدلاء بصوتها في أول انتخابات برلمانية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني.

وتقول إنها طالما سعت مع مصريين آخرين من أجل الحصول على هذا الحق إبان حقبة الرئيس السابق حسني مبارك، لكن بلا جدوى.

وفيما كانت دويدار للإدلاء بصوتها الانتخابات الرئاسية، شكت لـ"بي بي سي" من عدم اهتمام المرشحين لرئاسة الجمهورية في برامجهم وحملاتهم الانتخابية بأمثالها من المصريين المقيمين في الخارج على الرغم من الدور الكبير الذي يمكنهم لعبه في التنمية الاقتصادية لمصر ما بعد الثورة.

ويؤكد المتخصص في النظم الانتخابية أسامة كامل على أن المصريين في الخارج لم يحظوا بدعاية كافية من جانب المرشحين، مع أن ثورة المعلومات التي تتيح للمرشيح التواصل مع المصريين المغتربيين بسهولة.

وربما يعود ذلك إلى أن عدد الناخبين المسجلين في الخارج يقف 586,801 ناخبا، فيما يترواح عدد الناخبين الذين لهم حق المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ما بين 51 مليون إلى 52 مليون مصريا.

ويرى كامل إن قلة عدد المصريين المغتربيين المسجلين في الانتخابات الرئاسية يظهر ضعف التوعية من أجل إشراكهم في الانتخابات.

ومن المقرر أن تنتهي المدة المحددة لإدلاء المصريين المقيميين بالخارج بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية بعد الثورة المصرية في السابع عشر من مايو/أيار الجاري.

الاختيار

 

يرى نائب رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية علي إبراهيم أنه على الرغم من المشاركة "الرمزية" من جانب المصريين المغتربين في الانتخابات، إلا أنها لها أهميتها لأنها أول انتخابات رئاسية يدلي فيها المصريون في الخارج بأصواتهم.

وأضاف لـ"بي بي سي" أن شخصيات المرشحين ومدى قبولهم لدى المواطنين ستلعب دورا هاما في اختيارات المصريين في الخارج.

ويقول محمد أبو الريش، وهو مصري مقيم في الولايات المتحدة، إن من بين أهم العوامل المحددة لاختيارات المصريين المغتربين مدى انفتاح المرشح على التيارات المختلفة داخل المجتمع المصري وعلى الدول الأخرى.

ويشير إلى أهمية توافر الخبرة السياسية في التعامل مع قضايا الوطن، بالإضافة إلى تبني برنامج قوي وطموح وواقعي.

ويوضح أبو الريش (32) أنه يجب على أي رئيس مقبل في مصر الاهتمام بالمصريين المقيميين في الخارج كي تستفيد البلاد من "العقول المصرية المهاجرة"، مؤكدا على أن المصريين المغتربين يمكنهم المساعدة في دعم الاقتصاد المصري على ضوء رؤوس الأموال المتوافرة لديهم.

وتتفق دويدار مع ذلك، حيث تؤكد أنه إذا اطمئن المصريون في الخارج على أن الرئيس المقبل حريص على مصلحة البلاد فإنهم سيحصرون على المشاركة في التنمية من خلال الاستثمار في المشروعات.

وتأمل دويدار، التي سافرت إلى نحو خمس دول على مدار 12 عاما، أن يعمل الرئيس المقبل على تعزيز الخدمات المقدمة من جانب السفارات والقنصليات بهدف المحافظة على كرامة المصريين المقيميين في الخار.

زر الذهاب إلى الأعلى