فضاء حر

توطئه في ذكرى الهولوكست

يمنات – خاص

 

هي ذكرى الألم الاعمق ودموع ثكلى تبكي وطنً لم ينصفها ولم يرتمي بحضنها حتى تنصفه وترضعه حنانها الأبدي ,وطن مفقود إلا منا ,هذه الذكرى تنفرد بنا دون سواها وتستلهم مكنونات الحروف المدّخره والآزفة من الفكره الهاربة من التسطح إلى الإدراك والمتثاقلة بقبح المتآمرين الجاثمين على براءتها وعذريتها .

قد تبدوا المشاهد مضطربة ومتناقضة فالداخل إلى ساحة الحرية يصطدم بالخيارات المصطنعه والبعيدة عن المأساة فقد ينسى دماء الشهداء لكنه سيؤثم إذا نسي دعاء دخول الساحة والخشوع الظاهر في نواصي مآذنها والحزن الذي يشد الأحداق إلى البكاء على أضرحة خطبائها وإسهاب الموشحات المسيلة للدموع عليها ووو….ولكن هذا ليس انطباع كل من يرتاد الساحة فالمتأمل إلى عمق الواقعه الأكثر رعباً في تأريخ الإنسان اليمني تبدوا المشاهد العالقة في ذاكرته المرتعشة تتزاحم على العبور من نافذة الالم والرعب و اللاانسانية الى رائحة الدم وأنفاس الشهداء المتصاعدة كنوا فير النور المؤتلقة الى الشمس تتوقف عندها اعياءات الانتهاء وتحمله فجاعت الكارثة وماسات الهلوكست .

كان الوقت قد اوشك على الغروب اللحظي عندما ارتفعت اعمدة الشر في الافق وكانت الملائكة باسطة اجنحتها تتلقف الارواح المتطايرة ولم نلحظها ترتطم بوحشية الفاتحين بل ظلت تراقب هلاكنا وببطء شديد حتى نتذوق مرارة احلامنا وقسوة واقعنا وعدالة قضيتنا وعظمة تضحياتنا عندها وجدنا ان لاخيارات سوا الهروب من واقع الوحشية الى امل الانسان كان سلاحنا هو الانسان الذي احرقته هو الاخر نيران غيابه .

حقاً لست اعلم بالضبط هل اصبح هلوكوست المحرقه مجرد ذكرى ؟

ام مازالت الادخنة تتصاعد من جماجمنا المحترقة

زر الذهاب إلى الأعلى