فضاء حر

” التحرير .. خزيمة ”

 

مشهد حدث زمان مش قادر انساه ابدا

كنت في فرزة الباصات

طفل حافي ملابس رثة وممزقة

واقف ينادي أمام الباص : التحرير التحرير نفر واحد نفر واحد

فجأة يظهر أب برفقة أربعة أطفاله

توقف الطفل عن الصياح وتسمرت عيناه علي مشهد الأب والأربعة الأطفال كانوا يرتدون الزي المدرسي وعلى ظهورهم حقائبهم والأب يهتم بهم ويلاحقهم حتى ركبوا الباص

نظرت فيه فشعرت انه يسأل نفسه لماذا لم اكن مثل احد هؤلاء ادرس و…

هتف السائق : صيح مالك خرست

فهتف الولد بنوع من الهستيريا وكأنه يلوم الواقع :

التحرير خزيمة خزيمة … و( وخزيمة هي مقبرة على طريق التحرير لكأنما الطفل يقول فليذهب العالم الذي نعيش فيه إلى الجحيم طالما أنا مشرد فيه ).


( أنا مثلكم ..).

يسكن مع عائلته في دكان صغير قاسمين نصه حمام

يشعر بأسى حين يشاهد الأطفال يذهبون إلى المدارس وهو لا

يجمع أطفال صغار ويجلس يعلمهم مما يسمع مع انه ما يعرف يقرأ ولايكتب

ذات يوم جمعة استلف زي وشنطة من احد أصدقائه  وكان يمشي وسط الشارع  وكأنه يقول للناس أنا أتعلم لكي يواجه شعوره القاسي بالحرمان من التعليم.

الشارع بيته ومدرسته ، وعمله

ـ ياعم أتحمل لك البلاط هذا ؟

ـ تحملهن وأنا أجيب لك مائتين ريال جعالة


" هذا فستاني "

صادفتها أكثر من مرة أثناء طريقي

تقف بملابسها المتسخة ووجهها الشاحب تتأمل فستان وردي من خلف زجاج معرض ملابس قريب من الجولة التي تتسول فيها

أثناء مروري سمعتها الطفلة وهي تحدث رفيقاتها تعالين شوفين الفستان حقي

خرج صاحب المحل حاملا عصا يهتف كل يوم على ذا الحال يالله بعيد

في اليوم التالي لاحظت الطفلة وقد أحضرت صديقاتها ويقفن بعيدا عن الزجاج وهي تشير لها نحو الفستان وكل واحدة تشير إلى فستان لم تختره الأولى وتقول وهذا حقي.

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

زر الذهاب إلى الأعلى