أرشيف

الاحتكام للسلاح خيار المؤسسة القبلية في مواجهة تصلب صالح

مثل التصعيد اللافت في المواجهات المسلحة بين القوات الأمنية والعسكرية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح وقبائل “حاشد” و”نهم” الأكثر عتادا وعدة بين القبائل الشمالية، والتي تدور رحاها في مناطق داخل العاصمة صنعاء وعلى تخومها، التطور الأبرز في مشهد الأزمة السياسية القائمة في البلاد منذ مطلع العام الجاري .
استيلاء مجاميع قبلية مسلحة من أتباع شيخ مشائخ قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية على مقار منشآت ومؤسسات حكومية داخل العاصمة من أبرزها وزارة الصناعة والتجارة ووزارة السياحة والداخلية ومبنى وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” والمؤسسة العامة للتأمينات والمعاشات، وما أعقبه من سيطرة مجاميع قبلية مسلحة مماثلة من قبائل “نهم” على واحد من أكبر المعسكرات التابعة لقوات الحرس الجمهوري بمنطقة “ثمود” الواقعة على ضواحي العاصمة، والاستيلاء على ثلاث طائرات عمودية خلال عملية إنزال تعزيزات عسكرية للقوات المرابطة في منطقة “نهم”، الى جانب تعرض معسكر “الخرافي” حديث النشأة والمتاخم لمحيط مطار صنعاء الدولي والتابع لذات القوات، لهجمات من مسلحين قبليين يتبعون قبائل نهم “والحيمة الخارجية”، كل ذلك ينصب باتجاه تعزيز الاعتقاد بأن قوى فاعلة ومؤثرة في المؤسسة القبلية بدأت تتجه صوب تبني خيارات أكثر حسماً في الضغط على النظام الحاكم، من خلال محاولة إضعاف قدرته على الاستمرار في الصمود استناداً إلى سيطرته على القوة الضاربة في الجيش النظامي والمتمثلة في قوات الحرس الجمهوري التي يمثل منتسبوها ما يقدر ب 60% من إجمالي تعداد القوات العسكرية اليمنية وتتألف من 28 لواء عسكرياً مزودة بأحدث التجهيزات والمعدات الحربية .
استهداف وحدات الحرس الجمهوري التى يقودها النجل الأكبر للرئيس اليمني سواء من خلال مهاجمة ثكنات لقواتها في مناطق شرقية وجنوبية كأبين وشبوة والضالع ومأرب والجوف، أو مناطق تمركز رئيسة لها في منطقتي “الخرافي وثمود ونهم” المتاخمة للعاصمة، الى جانب انضمام سريتين من هذه القوات الى صفوف القوات الموالية لثورة الشباب والتحاق أفرادها بشكل علني بساحة التغيير بصنعاء، يمثل تطوراً دراماتيكياً لا يمكن قراءته إلا في سياق متسق مع تفاصيل “الهبة” القبلية المتصاعدة والمسلحة ضد النظام الحاكم، والتي وصلت الى حد إهدار دم رأس النظام والتهديد بالزحف على العاصمة انطلاقا من المناطق المتاخمة لصنعاء كعمران وحجة التي يتمركز فيها أنصار وأتباع شيخ مشائخ قبيلة حاشد ومقاتلي قبائل “نهم”، الأمر الذي يمكن معه الجزم بشكل موضوعي، ووفقاً للمعطيات المتوافرة على الأرض، أن الأيام القليلة القادمة ستشهد تصعيداً مطرداً وغير مسبوق لحدة المواجهات المسلحة بين القوات العسكرية الموالية للرئيس صالح ومقاتلي قبائل حاشد ونهم، كون مثل هذا التصعيد من قبل النظام القائم سيكون بمثابة استدراك عاجل لوطأة التداعيات التى يمكن أن تؤثر في تماسكه وصموده أمام عاصفة الثورة السلمية المتصاعدة في حال ما اذا تداعت المزيد من مقومات قوته العسكرية على الأرض .

زر الذهاب إلى الأعلى