أرشيف

اليمن بين ضغط واشنطن وتهديد القاعدة  

بعد أيام على إحباط وكالات المخابرة الدولية مؤامرة قنبلة يمنية كانت موجهة للولايات المتحدة، كثف اليمن حربه ضد القاعدة في شبه جزيرة العرب بينما يعتبره البعض محاولة لتفادي المزيد من التدخل الأميركي المباشر.

وقالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن دوي المقاتلات الحربية كان مسموعا فوق العاصمة صنعاء طوال الثلاثاء الماضي في وقت تعقبت فيه القوات اليمنية المواطن السعودي إبراهيم العسيري المشتبه في قيامه بصنع القنبلة المذكورة.

وفي بادرة هامة للولايات المتحدة، أعلنت حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنها بدأت إجراءات محاكمة ضد الشيخ أنور العولقي الأميركي من أصل يمني غيابيا على تآمره بقتل أجانب.

وقال المحلل في الشأن اليمني بجامعة برينستون بولاية نيوجيرسي غريغوري جونسن، إن الحكومة اليمنية أدركت أن العولقي قد صار هدفا مشروعا مفضلا لوزارة الدفاع الأميركية.

وأضاف جونسن: حقيقة أنهم تابعوا وكشفوا عن هذه الإجراءات الآن يشكل خطوة من جانبهم على أمل استباق أي عمل من جانب الولايات المتحدة.

وتابع أنه في أي وقت يحدث شيء من هذا القبيل -سواء كان الطرد المفخخ أو محاولة التفجير عشية أعياد الميلاد العام الماضي- يصير اليمن عصبيا، خاصة مع السجل الحافل الذي اتبعته الولايات المتحدة بالعراق وأفغانستان.

وقالت الصحيفة إن هذه التحركات، التي تأتي وسط ضغوط مكثفة من واشنطن، تعكس التوازن الدقيق الذي يجب أن يحدثه البلدان بين خوض عملية مكافحة إرهاب فعالة وتلبية المطالب المختلفة جدا لشعبيهما.

كريستيان ساينس مونيتور

وبعد الحربين الأخيرتين اللتين قادتهما الولايات المتحدة -في العراق وأفغانستان باسم دحر الإرهاب- نرى اليمن حريصا على تفادي تدخل أميركي.

وعلق محلل من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي بأنه يصعب على الأميركيين عدم المبالغة في رد الفعل. ويعتقد كريستوفر بوسيك أن رد الفعل التلقائي سيكون عسكريا، وهو ما لن يحسن الأمن وعدم الاستقرار باليمن.

وأشارت الصحيفة إلى أن أميركا تدرس حاليا إجراءات تصعيدية، بما في ذلك قوة ضاربة تديرها الاستخبارات المركزية. لكن اتخاذ إجرءات صارمة ضد القاعدة في شبه جزيرة العرب يتطلب نهجا حساسا في اليمن الذي لا يعتبر شعبه القاعدة مصدر قلق رئيسي، كما أن الشبكات القبلية القوية معروفة بإيوائها مقاتلي القاعدة ويتشاركون علاقات عشائرية.

وأضافت أن الحكومة اليمنية تحفظ ترابط البلد بالقيام بدور توازن معقد مع شيوخ القبائل المتنفذين الذين ربما منعوا الحكومة في السابق من تسليم العولقي للأميركيين. وهذا يضع إستراتيجية مكافحة الإرهاب الأميركية في موقف صعب، في وقت يمكن أن يكون للعلاقات القبلية اليمنية المواربة عواقب وخيمة لهذه الأمة التي بها حكومة مركزية ضعيفة بالفعل.

بالإضافة إلى ذلك فإن أي عمل عسكري أميركي مباشر مثل ضربات الطائرات بدون طيار، التي غالبا ما تقتل مدنيين، يمكن أن يكون أداة دعائية للقاعدة في شبه جزيرة العرب في المناطق التي يشعر فيها السكان بالسخط فعلا من الحكومة المركزية.

وفيما يتعلق باليمن، كما يقول بوسيك، فإن الاختبار الكبير سيأتي إذا ما شنت القاعدة في شبه جزيرة العرب هجوما ناجحا ضد الغرب وعندها ستكون أميركا مجبرة على الرد. وتساءل ماذا سيحدث عندئذ؟

المصدر: كريستيان ساينس مونيتور 

زر الذهاب إلى الأعلى