مقتل طالب في جامعة صنعاء يجدد رفض العسكرة وإقالة ومحاكمة المعتدين على الطلاب

تجددت المطالبة بتغيير الحرس الجامعي من قبل طلاب وأساتذة جامعة صنعاء بحرس مدني بعد مقتل طالب على يد جندي من الحرس الجامعي صباح الثلاثاء الفائت.

ويطالب الطلاب وأساتذتهم بمحاكمة الجاني وكذا إقالة ومحاكمة من قاموا بالاعتداءات والانتهاكات ضد الطلبة داخل الحرم الجامعي وإعادة الاعتبار لمن تعرضوا للاعتداءات النفسية والجسدية كالطالبين جميل ومراد سبيع.

 وبدت تلك المطالب في اعتصام العشرات من أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء أمس أمام مجلس النواب احتجاجاً على مقتل الطالب صالح الحوثي على يد أحد أفراد أمن الجامعة صباح الثلاثاء الماضي.

وقال الدكتور عبدالله العزعزي المسؤول الإعلامي في نقابة هيئة التدريس ان لقاءهم مع هيئة رئاسة مجلس النواب أثمر في الاتفاق على تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس المجلس محمد الشدادي تستدعي فيه السبت المقبل كلاً من وزير التعليم العالي ورئيس جامعة صنعاء لمناقشة كل الاعتداءات وحالات التعدي التي حدثت بحق الطلاب من قبل أمن الحرس الجامعي المنتسبين الى الأمن العام وعدم تنفيذ الاتفاقات بشأن استبدال الأمن بحرس مدني.

وإذ يحضر المناقشات في اللجنة كل من ممثلي نقابة هيئة التدريس والاتحاد العام للطلاب شدد الدكتور العزعزي على اهمية استبدال الحرس ذاكراً ان الاتفاقات والتفاهمات السابقة مع رئاسة الجامعة قضت بذلك وآخرها كان جرى في ديسمبر من العام الماضي، بالإضافة الى قرار اللقاء التشاوري بين وزارة التعليم العالي ورؤساء الجامعات في يونيو الماضي. أدى مقتل الطالب الحوثي الى ردود أفعال غاضبة من قبل الطلاب وقبيلة همدان.

وإذ خرج الطلاب في تظاهرات واعتدوا على سيارة رئيس الجامعة قبل الاعتصام أمام مجلس النواب فقد حاصرت مجاميع قبلية مسلحة الحرم الجامعي وأغلقت أبواب الجامعة الجديدة من الجهتين الشرقية والغربية مطالبين بتقديم القاتل الى العدالة.

رئاسة جامعة صنعاء قالت انها سلمت الجاني (شكري الصبري) على الفور الى قسم شرطة 14 أكتوبر ثم جرى نقله الى البحث الجنائي بعد التواصل مع أمن العاصمة ومشايخ ضلاع همدان قبل ان يتم نقله مجدداً الى النيابة العامة التي باشرت في اليوم نفسه التحقيقات لمعرفة أسباب ودوافع الحادث.

وتضاربت المعلومات حول ظروف الحادث بين عدم حمل الطالب لبطاقة الجامعة وبين التأكيد على وجودها ولكن حدث تلاسن بسبب دخول السيارة الى ساحة كلية التجارة حيث يدرس الطالب ما أدى الى إطلاق النار على الطالب وهو في سيارته مع أخيه في مدخل الجامعة الشمالية و«ترك المجني عليه مصاباً في مسرح الجريمة ينزف بعد أن لاذ القاتل شكري الصبري وأفراد الأمن الآخرين بالفرار على متن سيارة وتم نقل المجني عليه الى المستشفى حيث فارق الحياة بعد إيصاله بدقائق من قبل أخيه، بحسب بيان من اتحاد الطلاب.

نقابة هيئة التدريس ومساعديهم اعتبرت الحادث جريمة بشعة تحمل دلالات مخزية للجامعة. وقالت في بيان لها «لقد تكررت الانتهاكات والاعتداءات دون رادع حقيقي ما شجع عناصر الأمن وقياداته بالجامعة على الممارسات القمعية للطلاب وهيئة التدريس وممارسة العنف لفرض الوصاية على مناشط الطلاب ومصادرة حرياتهم.

واتهمت النقابة رئاسة الجامعة بالتواطؤ والتستر على جرائم الحرس الأمني وتمييع مسار تحقيقات اللجان في قضايا الانتهاكات الأمنية. كانت هيئة التدريس طالبت بإيقاف الدراسة وهددت بتصعيد الاحتجاجات لكن الدكتور العزعزي ربط ذلك بنتائج عمل اللجنة المشكلة في مجلس النواب ذاكراً ان نتائج المناقشة قد تفضي الى استدعاء وزيري التعليم العالي والداخلية لمساءلتهما أمام النواب.