أرشيف

حملة اعتقالات في أوساط الجنود المتظاهرين في مديرية الضحي بالحديدة

طالب الجنود المتظاهرين في مديرية الضحي شمال مدينة الحديدة بدور لمنظمات المجتمع المدني والأحزاب حتى لا يتحول الجيش عبداً للحكومة على حد تعبير الكثير منهم.

وكانت حملة اعتقالات طالت أكثر من 25 جندياً بتهمة التحريض ضد الأمن والسكينة بعد أن تم إخماد المظاهرات التي قام بها جنود الفرقة الأولى مدرع في الحديدة.

«يمنات» كان يتابع الوضع قبل اندلاع المظاهرات بأيام حيث كانت الاحتقانات قد خرجت إلى خارج بوابة المعسكر، بسبب حرمان الجنود من رواتبهم منذ أربعة أشهر بعد أن تم نقلهم إلى معسكر الفرقة الذي يقع في مثلث منطقة الضحي 35 كيلو شمال الحديدة على خط جيزان إثر أن تم قك الحصار عنهم بعد توقف حرب صعدة دون أن تصرف رواتبهم.

يوم السبت المنصرم كان بداية الشرارة لمظاهرات الجنود حيث خرجوا إلى الخط العام بالزي العسكري وقاموا بقطع الطريق وهم يهتفون ويرددون «أين الرواتب يا قيادة المحور؟».

وكان مندوب «يمنات» تابع الحدث وتناول الخبر في حينه، حيث نزلت لجنة مكونة من قيادة المحور والشرطة العسكرية وأقنعتهم بتهدئة الوضع والعودة إلى عنابرهم داخل المعسكر واجتمع محافظ الحديدة باللجنة الأمنية ولم يسفر اللقاء عن أي نتائج.

في صباح يوم الأحد أعاد الجنود الكرة بشكل أعنف وعطلوا الخط وسير السيارات وأحرقوا الإطارات وهددوا بنقل مظاهراتهم إلى خط صنعاء الحديدة وقطع الطريق بين العاصمة وميناء الحديدة.

يوم الاثنين كان يوم تنفيذ تهديداتهم التي تصدت لها قوات عسكرية أخرى من زملائهم في الأمن المركزي والشرطة العسكرية وحدثت اشتباكات عنيفة وتم إخماد المظاهرة التي أعقبتها من ليلة يوم الثلاثاء اعتقالات واسعة ونقل المعتقلين من الجنود إلى سجن الحديدة الخاص بالاستخبارات العسكرية الذي يقع في ميدان التحرير ويطل على ساحل الكورنيش.

مراسل يمنات تمكن من التواصل مع بعض الجنود الذين أفادوه أنهم ليسوا مدفوعين من أحد، وأنهم بدون رواتب منذ أربعة أشهر. وتساءل بعضهم: أي ذنب اقترفناه حتى يتم معاملتنا بهذا الشكل؟

وقال الجنود لـ«يمنات» إن دور منظمات المجتمع المدني والأحزاب ضروري جدا لمناصرتهم فهم أبناء جيش اليمن الذي هو ملك الجميع وعلى الجميع أن ينصره لأن عدم مناصرتهم يعني تحويل الجيش إلى عبد لحكومة المؤتمر. وأضافوا: »إن الجيش إذا شعر بأن الشعب ينصره فهو حتماً سينتصر للشعب ولن يبقى عبداً للحكومة التي حولته أداة لقمع الشعب وأخافته، مؤكدين أنهم ينتظرون دور هذه المنظمات.

وأوضحوا في سياق حديثهم أن أغلبية قوات الجيش مثل الشعب مقهورة من حكومة الحصان العجوز التي تمادت في العبث بحقوق الشعب على حد تعبيرهم.

وذكروا بالانقلاب الذي حدث في لواء المظلات في مأرب عام 92م حين قام الجنود باعتقال الضباط وطرد قائد اللواء العسكري الذي فر هارباً، وهي العملية التي تزعمها جندي يدعى «الكبش» الذي تم اعتقاله وما زال مخفيا حتى اليوم.

من جانب آخر علم «يمنات» أن مبالغ بسيطة صرفت لباقي الجنود من أجل تهدئتهم حيث تعمل لجنة عسكرية من أجل رفع تقرير بتشتيت وتوزيع هؤلاء الجنود على معسكرات متعددة حتى لا يتحولوا إلى عصبة خطيرة تهدد أمن المعسكر وتجر أصواته في الانتخابات إلى مكانه آخر كما أفادت مصادر عسكرية.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى