أرشيف

في تعز : قصف المصلين في ساحة الحرية وأحياء سكنية ومستشفيين

اهتزت محافظة تعز اليمنية أمس على دوي انفجارات هائلة، مع شن الجيش عمليات عشوائية على أحياء في المدينة وكذلك ساحة الحرية وسطها، حيث كان عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في إطار تظاهرات جمعة “لا حصانة للقتلة” فيما وصفه معارضون بأنه “مجزرة” أدت إلى مقتل 15 مدنياً بينهم أطفال ونساء وإصابة أكثر من 45 بجروح .

 

وقال الدكتور صادق الشجاع مدير المستشفى الميداني بساحة الحرية بمحافظة تعز ل”الخليج” إن بين الضحايا ثلاث نساء قتلن أثناء قصف قوات الجيش تجمعا للنساء في ساحة الحرية وقت أداء صلاة الجمعة، فيما أصيبت عشر نساء أخريات قبل أن يتفرق التجمع النسائي بين المنازل في الاحياء المجاورة للساحة للاحتماء من القصف، وأشار إلى أن القصف أدى كذلك إلى مقتل الطفلين محمد رزاز عبد العزيز (13 سنة) وعبد السلام أحمد عبده (8 سنوات) .

 

وأكد وجهاء وناشطون إن قوات الحرس الجمهوري الموالية للنظام قصفت في الثانية عشرة ظهراً ساحة الحرية عندما كان محتجون يؤدون صلاة الجمعة، تلا ذلك قصف كثيف للأحياء السكنية المحيطة بالساحة ما أشاع حالة من الذعر في أوساط السكان .

 

وقال ناشطون أن قذائف عدة سقطت على ساحة الحرية مع بداية الخطبة الأولى، ما أرغم خطيب الجمعة على إنهائها وإقامة الصلاة فوراً . تلا ذلك تظاهرات جال فيها عشرات الآلاف الشوارع مرددين هتافات تصف الرئيس علي عبدالله صالح بأنه “سفاح” وتطالب بمحاكمته وأركان نظامه أمام محكمة الجنايات الدولية باعتبارهم مجرمي حرب .

 

وشوهد الدكتور عبدالله الذيفاني رئيس المجلس الأهلي بمحافظة تعز بين المصابين بعدما تعرض لطلق ناري في ذراعه أثناء تواجده في الساحة، فيما اكتظ المستشفى الميداني بساحة الحرية بالجرحى الذين أسعف بعضهم إلى مستشفيات خاصة في المدينة .

 

واندلعت عصراً معارك عنيفة في أحياء عدة بالمدينة، وسمعت قذائف الدبابات والمدفعية لساعات، فيما شرع مئات السكان بالنزوح من مناطق المواجهات وسط مخاوف من توسع القتال بين الجيش والمسلحين المناهضين للنظام، وخصوصاً بعدما احتشد مسلحون مناهضون للرئيس صالح في بعض المناطق للرد على هجمات الجيش .

 

وقال سكان إن قصف الجيش تركز في أحياء زيد الموشكي والروضة ووادي القاضي الضربة والمسبح وأدى إلى مقتل أربعة من أسرة واحدة .

 

وقال ناشطون إن قوات الحرس الجمهوري استهدفت بالقصف المستشفى الميداني بساحة الحرية حيث قتل شخص واحد . كما استهدف القصف مستشفى الروضة حيث نقل إليه بعض الجرحى في قصف سابق على أحياء في تعز .

 

وقالت الناشطة بشرى المقطري إن شوارع المدينة خلت من السيارات والمارة، وأقفلت المحال التجارية أبوابها مع اشتداد القصف الحكومي . وقالت إن مدينة تعز أصبحت “مدينة منكوبة” جراء الهمجية التي يستخدمها النظام في قمع المدنيين العزل المطالبين برحيل الرئيس صالح . وناشدت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لوقف النظام الدموي عن المضي قدماً في مخططه الآثم لقتل المحتجين السلميين المطالبين بإسقاطه .

 

وكان عشرات الآلاف من مناهضي الرئيس صالح احتشدوا صباحاً في ساحة الحرية للمشاركة في تظاهرات جمعة “لا حصانة للقتلة” استجابة لدعوة اللجنة التنظيمية لشباب الثورة التي دعت إلى تظاهرات للمطالبة بعدم منح الرئيس صالح حصانة قانونية وفقاً لاتفاقات التسوية المقرر توقيعها في صنعاء والرياض .

 

وقال مشاركون في التظاهرات إن قصف قوات صالح أحياء مدينة تعز وساحة الحرية انطوى على رسالة إلى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر برفض جهود التسوية التي تقضي بتنحي الرئيس صالح عن الحكم وتوقيع المبادرة الخليجية خصوصاً وهو قد رفض توقيعها خلال الشهور الماضية .

 

وأشعل القصف العشوائي على الأحياء غضب المتظاهرين من مناهضي نظام الرئيس صالح وسكان المدينة الذين خرجوا بعشرات الآلاف إلى شوارع المدينة متحدين هجمات الجيش وعمليات القصف التي تشنها قوات صالح منذ الفجر على الأحياء السكنية بالمدينة وساحة الحرية .

 

وقال وجهاء إن عشرات المنازل تضررت نتيجة القصف العشوائي وخصوصاً أن القصف شن على أحياء المدينة من مرتفعات محيطة بالمدينة .

 

المصدر: الخليج ـ أبو بكر عبد الله  

زر الذهاب إلى الأعلى