أرشيف

قبائل معارضة تطوق مواقع عسكرية لقوات صالح وقبائل موالية لصالح تنفذ عمليات دهم واقتحام لعدد من المنشآت الخاصة

وسعت القوات العسكرية الموالية للثورة في اليمن وأتباع الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية، من نطاق توسعهم في شمال العاصمة صنعاء لتشمل مناطق كانت تمثل مواقع تمركز رئيسة للقوات الحكومية الموالية للرئيس صالح .

 

تزامن ذلك مع استحداث المجاميع القبلية الموالية لزعيم قبيلة حاشد العديد من المتاريس والتحصينات في الأحياء المحيطة بمعسكر قوات سلاح الصيانة الموالية للنظام والثكنات العسكرية التابعة لقوات الحراسات الخاصة بالمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، التي عززت بدورها من انتشار قواتها في محيط معسكر قوات سلاح الصيانة والأحياء المجاورة لمحيط ثكناتها تحسباً لمواجهات وشيكة مع المجاميع القبلية المسلحة .

 

من جهة أخرى، نفذت مجاميع قبلية مسلحة موالية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عمليات دهم واقتحام لعدد من المنشآت الخاصة المملوكة لقيادات وشخصيات معارضة، في إجراء تصعيدي غير مسبوق ترافق مع انسحاب قوات تابعة للحرس الجمهوري من مواقع تمركز متفرقة متاخمة لمناطق التماس الرئيسة مع القوات الموالية للثورة وأتباع الشيخ صادق الأحمر وانتشار مقابل لقوات تابعة للأمن المركزي .

 

وأكد شهود عيان في شارع هائل سعيد، أحد الشوارع التجارية الذي تحول مؤخراً إلى منطقة تماس رئيسة بين القوات الحكومية الموالية للنظام والقوات الموالية للثوار، أن مجاميع مدنية مسلحة موالية للحزب الحاكم اقتحمت في وقت متأخر من ليلة أمس الأول سوبر ماركت “بن ناصر”، المملوك للشيخ محمد الحزمي، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض .

 

وشهد شارع حدة التجاري، بوسط العاصمة صنعاء، عمليات اقتحام مماثلة استهدفت ثلاثة محال تجارية ومنشآت خاصة مملوكة لتجار ورجال أعمال موالين للثورة الشبابية .

 

وفي تعز ساد الهدوء الحذر المدينة بعد يوم دامٍ من المواجهات التي شهدتها المدينة بين الجيش الموالي للرئيس علي عبدالله صالح ومسلحين من رجال القبائل المناهضين لنظامه، بعد ساعات من إصدار السلطة المحلية واللجنة الأمنية قراراً بسحب سائر قوات الجيش من أكثر أحياء وشوارع المدينة .

 

وأفادت وزارة الدفاع أن محافظ تعز، رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة حمود الصوفي “أمر بسحب جميع قوات الأمن والجيش من مناطق وشوارع المدينة في مسعى لتجنب وقوع المزيد من الضحايا، بخاصة في صفوف المدنيين في المناطق المزدحمة بالسكان ولإتاحة الفرصة لمواصلة الحوار مع أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك بشأن التهدئة” .

 

وإذ أقفلت أكثر المدارس والشركات أبوابها صباح أمس تحسباً لتجدد المواجهات، فقد خرج مئات المواطنين إلى الشوارع لمشاهدة الخراب الذي خلفته مواجهات الثلاثاء وخصوصاً في بنك التسليف التعاوني والزراعي الذي دمر كلياً بعدما اشتعلت فيه النيران، حيث تولت فرق حكومية نقل خزائن البنك في غياب كامل لقوات الجيش التي رابطت في مناطق بعيدة، خصوصاً أن المئات من المسلحين المناهضين للنظام تمركزوا في مبنى وزارة التربية والتعليم بعدما سيطروا عليه بشكل كامل .

 

وأوضحت مصادر محلية أن السيطرة على هذا المرفق جاءت نتيجة استخدامه من قوات صالح مخزناً للسلاح والذخيرة لشن حرب مدن يحضر لها النظام، فيما تحدث آخرون عن أن تمركزهم في هذا المبنى جاء نتيجة وقوعه في منطقة متوسطة يصعب أن تطالها نيران الجيش المتمركز في مرتفعات جبلية تحيط بالمدينة من جميع الجهات .

 

وقال ناشطون إن قوات الجيش منحت المسلحين المتمركزين في بعض المرافق الحكومية مهلة للانسحاب والاستجابة لجهود الوساطة، وأكدوا أنها هددت باقتحام المقار الحكومية وتحريرها بالقوة المسلحة في حال رفضهم الاستجابة لجهود التهدئة .

 

وعادت الحياة جزئياً في مناطق المواجهات في ظل غياب كامل لقوات الجيش التي عادت إلى ثكناتها في خارج المدينة ومحيطها وعلى المرتفعات الجبلية المطلة عليها فيما شوهت العديد من المركبات المحترقة في الشوارع .

 

وأفلحت جهود وساطة في وقف القتال الذي اندلع الثلاثاء في العديد من أحياء المدينة وشوارعها الرئيسة التي أقفلت كلياً نتيجة المواجهات بين الجانبين وانتشار آلاف المسلحين فيها، وأكد ناشطون في ساحة الحرية بتعز أن حصيلة القتلى من المدنيين نتيجة قصف قوات صالح أحياء المدينة ارتفعت إلى أكثر من 10 قتلى وأكثر من 72 جريحاً بعضهم في حال الخطر .

 

وشوهدت عشرات الأسر وهي تغادر منازلها في أحياء المسبح، الضربة، الروضة وكذلك الأحياء المحيطة بجبل الجرة وساحة الحرية تحسباً لتجدد المواجهات .

 

وفي صنعاء تسببت سيارة كانت تقل عدداً من البلاطجة، في إصابة 15 متظاهراً كانوا ينظمون مع آلاف آخرين مسيرة في العاصمة صنعاء للمطالبة بإحالة ملف الرئيس علي عبدالله صالح إلى محكمة الجنايات الدولية .

 

وأكدت مصادر في اللجنة التنظيمية لشباب الثورة أن مسلحين محسوبين على حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم دهسوا عمداً عدداً من المتظاهرين سلمياً عند اقتحامهم مسيرة في منطقة القاع بالعاصمة صنعاء أمس .

 

وأشارت ذات المصادر إلى أن مسيرة خرجت من ساحة التغيير باتجاه منطقة القاع والعودة إلى الساحة، إلا أنها تعرضت لاعتداء من قبل بلاطجة، حيث قام أحدهم بتشغيل سيارته بسرعة مروعة ودخل بين صفوف المتظاهرين لدهسهم بوحشية مفرطة، حيث أصيب العديد من المتظاهرين، 4 منهم جروحهم خطرة .

 

وحاول مجموعة من الشباب إيقافه قبل أن يوقع المزيد من الضحايا في صفوف الشباب ومن ثم إحراق سيارته، وتم ضبط سائق السيارة، الذي تعرض لاعتداء نقل على إثره إلى المستشفى الميداني .

 

وعلى الصعيد السياسي أتسعت دائرة مطالبي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بإنهاء أزمة نقل السلطة في بلاده على قاعدة المبادرة الخليجية، في وقت ساد هدوء حذر مدينة تعز، بعد سحب القوات الحكومية من الشوارع، وحاكى أنصار حزب المؤتمر الحاكم “موقعة الجمل” الشهيرة في القاهرة، بقيامهم بدهس المتظاهرين السلميين بوساطة سيارة كانت مملوءة بالأسلحة والتسبب في جرح 15 منهم .

 

وناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، الرئيس صالح الإسراع في التوقيع على المبادرة الخليجية في أقرب الآجال استجابة لتطلعات الشعب اليمني إلى الحرية والتغيير والإصلاح السياسي السلمي ونزع فتيل الأزمة وما تحمله من تداعيات خطرة على مستقبل اليمن وأمن المنطقة واستقرارها .

 

وكانت مصادر سياسية يمنية معارضة قد أتهمت القوات الحكومية الموالية للنظام باختطاف ناشطين سياسيين ومعتصمين في ساحة الحرية بتعز وترحيلهم بشكل غير معلن إلى معتقلات أمنية في العاصمة صنعاء . وأشارت المصادر إلى أن قوات تابعة للحرس الجمهوري والأمن المركزي دشنت حملة تستهدف إقصاء العديد من الناشطين السياسيين الفاعلين بساحة الحرية بتعز عبر التدبير لاختطافهم وترحيلهم إلى العاصمة لاحتجازهم في معتقلات أمنية . وأكدت المصادر ذاتها أنه تم اكتشاف اختفاء عشرات من المعتصمين بساحة الحرية بتعز بعد مشاركتهم في مسيرات تخللتها أحداث عنف جراء تصاعد عمليات القمع المسلح الذي تمارسه القوات الموالية للرئيس صالح .

 

وفي صنعاء تواصل التحرك السياسي والدبلوماسي لتقريب يوم التوقيع على المبادرة الخليجية، وسط أنباء عن موافقة صالح على توقيع نائبه على المبادرة بعد عيد الأضحى المبارك، فيما أكدت مصادر رسمية أن صالح سيلقي خطاباً بمناسبة حلول العيد قد يعلن فيه عن قرارات في هذا الشأن .

 

وأوضحت مصادر ل “الخليج” أن صنعاء تضع الترتيبات للتوقيع على المبادرة بعد العيد، على أن يصل مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني في توقيت متزامن مع عودة نائب الرئيس عبدربه منصور هادي من زيارة لواشنطن وقادة المعارضة من جولة خليجية وعربية .

المصدر:  “الخليج”

 

زر الذهاب إلى الأعلى